الحسد في بيئة العمل- أسبابه، مؤشراته، وكيفية التعامل معه
المؤلف: أحمد الجميعة10.02.2025

بادئ ذي بدء، لا توجد بيئة عمل مثالية على الإطلاق في أي مكان في المعمورة، وتظل العملية رهنًا بالتحليل والتقييم النسبي للواقع؛ وذلك نتيجة لعوامل متباينة من صميم المنظمة وخارجها، وأكثرها أهمية ما يتصل بالموظفين أنفسهم، ومستوى الانسجام والتآلف فيما بينهم، ومدى تقيدهم بالأنظمة واللوائح التي تصون حقوق الجميع، وتجلّي واجباتهم، وتعكس مدى نضجهم الإداري، وتشكيل التوازنات على أساس المصالح العليا للمنظمة وليس بناءً على سطوة الأشخاص ونفوذهم.
في زماننا هذا، باتت ظاهرة الحسد بين القادة والموظفين في محيط العمل آفة عالمية، وليست مجرد حالات طارئة يمكن تجاوزها، أو تبريرها باعتبارها ضربًا من التنافسية البناءة التي تصب في مصلحة العمل وتطويره، وتستشري هذه الظاهرة بشكل أوسع نطاقًا عند تحقيق النجاح والإنجاز، ويذكيها صراع داخلي يعتمل في نفوس غالبية الحسّاد للوصول إلى مناصب قيادية أرفع، والظفر بامتيازات مالية أوفر، والتماس علاقات راسخة في المنظومة لضمان الاستقرار الوظيفي.
تتفاقم وطأة الحسد في بيئة العمل لأسباب جمة، في طليعتها غياب آلية عادلة ومنصفة للمكافآت والحوافز المالية، والتقييم المتضخم للموظف الذي لا يرقى إلى مستوى المنصب أو الترقية أو التكليف بالمهمة على حساب بقية زملائه، فضلاً عن إيثار المدير الثناء على الأفراد بدلًا من فريق العمل، وتوزيع المهام بطريقة غير متوازنة وغير شفافة، والأدهى من ذلك الشعور بالإجحاف وأن واجبات الموظف التي يضطلع بها على أكمل وجه لم تُكافأ بالاستحقاقات المنشودة.
توضح «إيمي كوبر»، الحائزة على درجة الدكتوراه في علم النفس الصناعي والتنظيمي للمؤسسات، ومؤلفة كتاب (التعامل مع الأشخاص الصعبة)، أن «الزميل الحاسد في العمل يكون دائمًا ساخطًا عليك، ويحمل شعورًا عميقًا بعدم استحقاقك لما وصلت إليه، بل يرى جازمًا أنه الأجدر والأحق بما تملكه»، وتمضي قائلة «إنه يدفعك قسرًا للدخول في معارك صبيانية لا طائل منها سوى تكدير صفو يومك، وتشويه صورتك في العمل، ولن يتخلى عن نزعته الانتقامية غير المبررة إلا إذا تصديت لهجماته ببسالة، ونجحت في إدارة مشاعره عن بُعد بمهارة».
تتفق أغلب الدراسات النفسية والتجارب العملية على أن أبرز سمات الحاسد في بيئة العمل تتمثل في التقليل من شأن قدرات ومهارات زملائه، والتشكيك المستمر في نجاحهم، وتلطيخ سمعتهم بنشر الأخبار والمعلومات المغلوطة عنهم، والأخطر من ذلك استعداده لاستغلال أخطاء زملائه للتآمر مع قوى أخرى للإطاحة بهم، بالإضافة إلى إضفاء طابع شخصي على الموضوعات المطروحة للنقاش، والإسقاط المتكرر على الأشخاص بدلًا من التركيز على الأداء أو أسلوب العمل، وكذلك صمته المريب على مائدة الاجتماعات أثناء الحضور مع كبار المسؤولين، والإسهاب في الحديث بعد كل اجتماع في الغرف المعتمة!
يكمن الخطر الأكبر للشخص الحاسد في بيئة العمل في تقويض روح الفريق الواحد داخل المنظومة، وتعطيل تحقيق الأهداف والمهام الوظيفية المنوطة، واستنزاف جهد ووقت زملائه في مناوشات هامشية، علاوة على بث مشاعر الكراهية والشك والتأزيم والإحباط بينهم، والمؤسف حقًا أن زميل العمل الحاسد ينزع إلى الكذب والافتراء؛ لأنه بلغ مرحلة نفسية عصية على العلاج على المستوى الشخصي، ولكن يمكن الحد من آثاره السلبية في بيئة العمل.
من بين أنجع الحلول لمواجهة الزميل الحاسد في العمل والتأقلم معه، أن تدفعه إلى الانتصار على ذاته وليس عليك، وذلك من خلال إبداء مشاعر ملتبسة تجاهه، فلا يستطيع الجزم بما ترمي إليه في إطرائك له، ولا في نقاشك معه، ولا في ابتسامتك نحوه، وفي نهاية المطاف سيدرك أنه شخص فاشل ومنبوذ، وسيكون مضطرًا إلى تقديم استقالته، أو التقدم بطلب نقله إلى موقع آخر.
في زماننا هذا، باتت ظاهرة الحسد بين القادة والموظفين في محيط العمل آفة عالمية، وليست مجرد حالات طارئة يمكن تجاوزها، أو تبريرها باعتبارها ضربًا من التنافسية البناءة التي تصب في مصلحة العمل وتطويره، وتستشري هذه الظاهرة بشكل أوسع نطاقًا عند تحقيق النجاح والإنجاز، ويذكيها صراع داخلي يعتمل في نفوس غالبية الحسّاد للوصول إلى مناصب قيادية أرفع، والظفر بامتيازات مالية أوفر، والتماس علاقات راسخة في المنظومة لضمان الاستقرار الوظيفي.
تتفاقم وطأة الحسد في بيئة العمل لأسباب جمة، في طليعتها غياب آلية عادلة ومنصفة للمكافآت والحوافز المالية، والتقييم المتضخم للموظف الذي لا يرقى إلى مستوى المنصب أو الترقية أو التكليف بالمهمة على حساب بقية زملائه، فضلاً عن إيثار المدير الثناء على الأفراد بدلًا من فريق العمل، وتوزيع المهام بطريقة غير متوازنة وغير شفافة، والأدهى من ذلك الشعور بالإجحاف وأن واجبات الموظف التي يضطلع بها على أكمل وجه لم تُكافأ بالاستحقاقات المنشودة.
توضح «إيمي كوبر»، الحائزة على درجة الدكتوراه في علم النفس الصناعي والتنظيمي للمؤسسات، ومؤلفة كتاب (التعامل مع الأشخاص الصعبة)، أن «الزميل الحاسد في العمل يكون دائمًا ساخطًا عليك، ويحمل شعورًا عميقًا بعدم استحقاقك لما وصلت إليه، بل يرى جازمًا أنه الأجدر والأحق بما تملكه»، وتمضي قائلة «إنه يدفعك قسرًا للدخول في معارك صبيانية لا طائل منها سوى تكدير صفو يومك، وتشويه صورتك في العمل، ولن يتخلى عن نزعته الانتقامية غير المبررة إلا إذا تصديت لهجماته ببسالة، ونجحت في إدارة مشاعره عن بُعد بمهارة».
تتفق أغلب الدراسات النفسية والتجارب العملية على أن أبرز سمات الحاسد في بيئة العمل تتمثل في التقليل من شأن قدرات ومهارات زملائه، والتشكيك المستمر في نجاحهم، وتلطيخ سمعتهم بنشر الأخبار والمعلومات المغلوطة عنهم، والأخطر من ذلك استعداده لاستغلال أخطاء زملائه للتآمر مع قوى أخرى للإطاحة بهم، بالإضافة إلى إضفاء طابع شخصي على الموضوعات المطروحة للنقاش، والإسقاط المتكرر على الأشخاص بدلًا من التركيز على الأداء أو أسلوب العمل، وكذلك صمته المريب على مائدة الاجتماعات أثناء الحضور مع كبار المسؤولين، والإسهاب في الحديث بعد كل اجتماع في الغرف المعتمة!
يكمن الخطر الأكبر للشخص الحاسد في بيئة العمل في تقويض روح الفريق الواحد داخل المنظومة، وتعطيل تحقيق الأهداف والمهام الوظيفية المنوطة، واستنزاف جهد ووقت زملائه في مناوشات هامشية، علاوة على بث مشاعر الكراهية والشك والتأزيم والإحباط بينهم، والمؤسف حقًا أن زميل العمل الحاسد ينزع إلى الكذب والافتراء؛ لأنه بلغ مرحلة نفسية عصية على العلاج على المستوى الشخصي، ولكن يمكن الحد من آثاره السلبية في بيئة العمل.
من بين أنجع الحلول لمواجهة الزميل الحاسد في العمل والتأقلم معه، أن تدفعه إلى الانتصار على ذاته وليس عليك، وذلك من خلال إبداء مشاعر ملتبسة تجاهه، فلا يستطيع الجزم بما ترمي إليه في إطرائك له، ولا في نقاشك معه، ولا في ابتسامتك نحوه، وفي نهاية المطاف سيدرك أنه شخص فاشل ومنبوذ، وسيكون مضطرًا إلى تقديم استقالته، أو التقدم بطلب نقله إلى موقع آخر.